تتحدد السمة المميزة لكل دين في كونه محافظا؛ إذ يطبع بكيفية نهائية وغير قابلة للجدل قيمه ورسالته. يتعلق الأمر بمعتقد وثوقي مقدس وغير قابل للتغيير والمساءلة. إنه المعطى الدائم للديانات التوحيدية والتي يمكن بالاحتكام إليه للمؤمن الذي نصفه بالمخلص والملتزم أن يلفي نفسه حرا في تأويل النصوص وإضفاء معنى مسؤول ومنطقي عليها. قد يحدث أيضا أن نرفض العقل وأن نلوذ بقراءة حرفية تؤثر المنطوق؛ وهو ما يؤدي إلى انحرافات تجد تمثيلها في الأصولية والتطرف.
لا يقصي الإيمان بالله مطلقا حرية التفكير، بل يثيرها على العكس من ذلك ويحث الإنسان على اللياذ بها كي يكون الإيمان متأسسا على قيمة أساسية تتمثل في الحرية. حقيق بالإشارة أن تاريخ الإسلام يحفل بمحاولات تروم عقلنة التفكير والفعل الإسلاميين. وفي هذا السياق، يعطي التيار الاعتزالي للقرآن تأويلا متشبعا بالقوة السيادية للعقل بما أن الله هو أيضا عقل. وفي مقابل هذه المدرسة ينتصب ممثلو المحافظة والتقليد الذين يرفضون بعنف التصور الذي يعتبر الإنسان مخيرا. سوف يستشرف هذا الجدال ذروته في القرن التاسع عندما تم الشروع في الاهتمام بطبيعة الكلام الإلهي. هل القرآن مخلوق (العقلانيون) أم مُنزّل (التقليديون)؟ يتعلق الأمر والحالة هاته برؤيتين متعارضتين إلى العالم، وقد كانت الغلبة في النهاية لأنصار الاتجاه الحرفي والتقليدي، ذلك أن الإسلام السائد راهنا في منطقة الخليج العربي يتبع فكر أحمد عبد الوهاب (القرن الثامن عشر) والتيار الوهابي الذي يمثل نظاما صارما يطبق الشريعة أي القانون الوثوقي وفق الشكل الذي ظهرت به في القرن الثالث؛ وهو ما يوحي بأن العالم لم يتغير ولم يتطور قط. يتحدد السؤال الجوهري في الإحاطة علما بكيفية قراءة القرآن والتفكير فيه. هل ينبغي في هذا السياق الركون إلى القراءة السطحية أم نحتفي في البدء والمنتهى بقوة هذا الكلام الذي يكمن ثراؤه في استعماله للرمز والمجاز.
نلمس في السياق الراهن أن مغالاة الحركيين الأصوليين وجهلهم الجلي بالمعنى الجوهري للقرآن؛ أي تأويله الإنساني والعقلاني والمنسجم مع اقتضاءات العصر تسفر عن عقم في الإنتاج وتسيء ليس فقط إلى الإسلام وإنما إلى مشروعهم المجتمعي. سوف يعترض البعض بأننا نشهد تزايدا مطردا للنساء المحجبات وتضاعف وتيرة التردد على المساجد والتشديد آنا بعد آن على الهوية الإسلامية في مواجهة الغرب. صحيح أن التيار المحافظ آخذ في الاكتساح، لكن دعاة إسلام هادئ ومعتدل وصحيح يتضاعفون باطراد. ربما لا يعبرون عن ذواتهم باستمرار ويفتقرون إلى وسائل إعلام ولا يجرؤون على مواجهة المتشددين القادرين على إصدار فتاوى أو أوامر بالاغتيال أو على الأقل التكفير بتهمة الردة.
يلزمنا أن نبدأ قبل تمثل الكيفية التي يكون بها إسلام جديد ممكنا في تفكيك آليات 'السلفيين'. لقد أدركوا بسرعة أنه يلزمهم الاستحواذ على وسائل الإعلام وخصوصا التلفزيون والإنترنت. وفي هذا السياق، نلاحظ أن غالبية القنوات التلفزيونية الفضائية التي تغرق العالم الإسلامي هي في ملك 'الإخوان المسلمين' (وهي جماعة رأت النور عام 1928) المعروفين بعلو كعبهم في الدعاية والديماغوجيا. تمكن شاب مصري وسيم يرتدي لباسا أوروبيا شأن عارض أزياء من أن يغزو قلوب الملايين من النساء المسلمات في كل أنحاء العالم. وهو ما يشكل ظاهرة مثيرة للدهشة. يتعلق الأمر بعمرو خالد وهو واعظ يستلهم أسلوب المبشرين والوعاظ الإنجيليين الأمريكيين وينسجم بطبيعة الحال مع الذهنية العربية التقليدية والمحافظة. يتميز الرجل علاوة على ذلك بإتقانه الحديث مع النساء واستعماله الكلمات المناسبة وسوقه أمثلة من الحياة اليومية وقدرته'على الإغواء بحسنه وذكائه. لقد نجح في مسعاه؛ لأنه أنجز القطيعة مع الصورة العتيقة للفقهاء الملتحين الذين يستعملون اللغة الوثوقية. بيد أنه تنبغي الإشارة إلى أن الساحة تعج إلى جانب عمرو خالد بمتدخلين آخرين ونساء وأساتذة جامعات. وهم يلعبون برمتهم على وتر التعارض مع الحضارة الغربية التي يستفيدون منها بشكل شخصي. وهم ما يفتأون يؤكدون بأن كل الآلام والمشاكل تجد حلا لها في القرآن. وما من شك في أن هاته الفكرة التبسيطية تخلف آثارا مدمرة؛ لأنها تنزع المسؤولية عن الإنسان ـ وهو ما يشكل النقيض لروح الإسلام ـ وتجعله طوع أمر الأشخاص الذين يفكرون عوضا عنه.
لا يتعلق الأمر فحسب باستخلاص دلالات محرفة وإنما بأخطاء وأكاذيب يتم تأكيدها بقوة وبمعزل عن أي شرح أو تفسير. وسوف نمثل لذلك بالحجاب. نشهد منذ عدة عقود الانتشار المتزايد للحجاب بين الفتيات والذي يستشرف ذروته في ارتداء البرقع أو النقاب الذي لا علاقة له بالإسلام وإنما هي عادة مستمدة من تقاليد بلدان مثل أفغانستان أو باكستان كانت تحجب نساءها وفق هذا الشكل قبل دخولها الإسلام. لقد فرض القرآن الحجاب في ظروف خاصة ودقيقة. وكان محمود حسين وهو اسم مستعار لكاتبين فرنسيين من أصول مصرية قد ألف عام 2009 كتابا صغيرا ولافتا للانتباه بعنوان 'التفكير في الإسلام' وصدر عن دار كراسي بباريس. يروي هذان الكاتبان كيف فرض الحجاب على النساء في المدينة المنورة. كان على النساء أن يخرجن من المدينة حين يجنّ الليل لقضاء حاجاتهن، وكن يتعرضن لمضايقات بعض عديمي الأخلاق، فأفضين بغضبهن إلى أزواجهن الذين تحدثوا بدورهم إلى النبي. وكان من جراء هاته الحوادث أن نزلت عليه الآية القرآنية. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. الآية 59 من السورة 33.
نعرف من جهة أخرى أن الإسلام قد اطرح عبر كل الأزمنة العلامات الدينية الفارقة؛ إذ تجد الأخلاق الإسلامية أساسها في التستر والحياء والصمت أيضا. ذلك أن العلامة الدينية الفاضحة من قبيل الإفصاح عن الهوية الإسلامية بواسطة ارتداء ثياب تحجب كل الجسد مرادفة في الإسلام للنفاق. ونحن نعرف كيف يدين الله المنافقين وأمثالهم؛ أعني أولئك الذي يحرفون رسالته في أفق استغلال متعصب وإيديولوجي. ليس ثمة من قرينة نصية في القرآن تبيح أن يقتل المرء نفسه وأن يقتل من ثم الأبرياء. ليس للجهاد من معنى مشروع إلا في سياق حرب يكون عليك أن تحارب فيها كي تنجو بجلدك وتذود عن بلادك. ثمة من جهة أخرى معنى آخر للجهاد يتمثل في الجهد المبذول من أجل فهم الكلام الإلهي وتأويله بطريقة ذكية.
ينبغي لامرأة ترغب في الدخول إلى مسجد أو كنيس أو كنيسة أن ترتدي ثيابا محترمة ولائقة، ومن هنا دلالة النصح بحجب الشعر الذي يعتبره بعضهم عنصرا إيروتيكيا. لكن نزوع المرأة إلى حجب نفسها من رأسها إلى أخمص قدميها بحيث تتحول إلى ما يشبه 'الشبح الأسود' ولا تتيح للرؤية أي سنتمتر من جسدها يفضح مغالاة ورياء يناقضان روح ونبل الإسلام.
يلزمنا من أجل تصحيح أو إلغاء هاته الصورة الكاريكاتورية للإسلام'الكثير من الوقت والديمقراطية السياسية، ذلك أنه في غياب حرية التفكير والجرأة والعقلانية سوف يستمر الخلط بين الإسلام وما لا علاقة له به و ما لم يكنه؛ إذ ما أكثر الجرائم التي ترتكب باسمه. لكن بصرف النظر عن الإيديولوجية القاتلة للطالبان ورجال القاعدة ثمة مشكلة سياسية حقيقية في غالبية البلدان الإسلامية. وما دامت الديمقراطية الحقيقية لا توجه الحياة السياسية فسوف يستمر المتطرفون في الاستفادة من هاته الثغرة من أجل فرض سيادة أطروحاتهم واستقطاب الشباب الذين لم تعد لهم ثقة في الحكام الذين ينتخبون بنسبة 90 في المئة والذين يسلمون غالبا السلطة إلى أبنائهم. هكذا، إذن، تكون المشكلة سياسية وليست دينية وذلك رغم عجز دعاة العلمانية ـ احترام الأديان مع فصلها عن حلقة السياسة ـ عن إسماع صوتهم.
يلزمنا أن نؤكد شأن محمود حسين حقيقة مؤداها أنه لا يسعنا النفاذ إلى دلالة غالبية الآيات القرآنية إلا بإعادة تأطيرها في السياق التاريخي الذي تنزلت فيه، ثم كيف يسعنا الزعم بعد انصرام أربعة عشر قرنا بضرورة الالتزام بالمعنى الحرفي لكل الآيات.
لقد تغير العالم مند عصر الرسول على جميع الأصعدة. وما يفتأ الإسلام في جوهره يشجع الذات الإنسانية على أن تتأقلم مع العالم وأن تطلب العلم ولو في الصين وأن تتعرف على الشعوب الأخرى بحكم أن اختلافها يشكل قيمة مضافة وثراء. نترقب من الخطباء الآخرين أن يتدخلوا من أجل تخليص الإسلام من هاته الصورة الفظيعة والمغلوطة التي تجعله دائما على خطأ وتحوله إلى خطر على الشعوب الأخرى. وينبغي من أجل استشراف هذه الغاية أن نقوم بمراجعة المقررات الدراسية وإرساء الديمقراطية. ويشكل ذلك لعمري برنامجا شبه طوباوي.
ترجمة: عبد المنعم الشنتوف
Par Tahar Ben JellounCe n’est pas l’islam qui doit changer mais les musulmans !Par Tahar Ben Jelloun. Le propre de toute religion est d’être conservatrice. Elle imprime de manière définitive et non équivoque ses valeurs et son message. Dogme sacré, intouchable, inchangeable. Telle est la donnée permanente du monothéisme. A partir de là, le croyant, celui qu’on définit comme « le fidèle » est libre d’interpréter les textes et de leur donner un sens responsable et même logique. Il se trouve aussi qu’on refuse la raison et qu’on fasse une lecture littérale, c’est-à-dire au pied de la lettre, ce qui débouche souvent sur des aberrations comme l’intégrisme et le fanatisme. La foi en Dieu n’exclut absolument pas la liberté de penser. Au contraire, Dieu suscite cette liberté et encourage l’être à en user pour que sa foi soit fondée sur une valeur essentielle telle que la liberté. L’histoire de l’islam est jalonnée par des tentatives de rationalisation de la pensée et de l’action islamiques. L’école des Mu’tazilites donne du Coran une interprétation marquée par le pouvoir souverain de la Raison, Dieu étant lui-même Raison. Face à cette école, se dressent les représentants du conservatisme et de la Tradition. Ceux-là rejettent violemment la notion de libre arbitre de l’être humain. Ce débat prendra toute son ampleur au IXème siècle quand on a commencé à évoquer la nature de la Parole de Dieu. Le Coran est-il « créé » (les rationalistes) ou « incréé » (les traditionnalistes) ? Ce sont là deux visions du monde opposées. Ce sont les « littéralistes », les traditionnalistes qui l’ont emporté. L’islam qui prévaut aujourd’hui dans les pays du Golfe par exemple suit la pensée de Ahmad Abd El Wahab (XVIIIè s), le wahabisme, système rigoriste, appliquant la charia c’est-à-dire la juridiction dogmatique telle qu’elle a existé au VIIè s comme si le monde n’avait pas changé ni évolué. La question est de savoir comment lire et penser le Coran. Faut-il le lire de manière plate ou bien redonner toute sa force à cette parole dont la richesse est dans l’emploi du symbole et de la parabole. Aujourd’hui, les excès des activistes fondamentalistes et leur ignorance manifeste à propos du sens essentiel du Coran, c’est-à-dire de son interprétation humaine, rationnelle et adaptée à l’époque, finissent par être contre productifs et nuisent non seulement à l’islam mais aussi à leur projet de société. Evidemment on me dira il y a de plus en plus de femmes voilées, il y a une recrudescence de la fréquentation des mosquées, il y a de plus en plus une affirmation de l’identité musulmane face à l’Occident. C’est vrai, le conservatisme marque des points, mais les tenants d’un islam tranquille, paisible, calme et vrai sont de plus en plus nombreux. Peut-être qu’ils ne s’expriment pas souvent, n’ont pas les médias à leur portée et n’osent pas affronter les fanatiques capables de prononcer des « fatwas » et même d’ordonner des exécutions ou au moins des excommunions pour « apostasie ». Avant de voir comment un nouvel islam est possible, démontons les mécanismes des « traditionnalistes ». Très vite ils ont compris qu’il fallait s’emparer des médias notamment la télévision et ensuite l’internet. Les chaînes de télévision satellitaire qui inondent les foyers du monde musulman sont dans leur ensemble entre les mains de « Frères musulmans » (mouvement qui a pris naissance en Egypte en 1928) qui sont rompus dans la méthode de la propagande et de la démagogie. Un Egyptien, jeune, bel homme, habillé à la mode européenne comme un mannequin, a ravi le cœur de millions de jeunes femmes musulmanes dans le monde. C’est un phénomène spectaculaire. Il s’appelle Amr Khaled et s’inspire du style des Evangilistes américains, s’adaptant évidemment à la mentalité arabe traditionnelle et conservatrice. Il sait parler aux femmes ! Il utilise les mots qu’il faut, donne des exemples pris dans la vie quotidienne, séduit par son charme et son intelligence. Il a réussi parce qu’il a rompu avec l’image vieillie des théologiens barbus, utilisant la langue dogmatique. Cependant, il n’y a pas qu’Amr Khaled. Il y a aussi d’autres intervenants, des femmes, des professeurs d’université. Ils jouent tous sur l’opposition à la civilisation occidentale (dont ils profitent pas mal à titre privé !) et affirment que tous les maux, tous les problèmes trouvent leurs solutions dans le Coran. Cette pensée simpliste fait des ravages. Elle retire à l’homme le sens de la responsabilité (ce qui est tout à fait contraire à l’esprit de l’islam) et le laisse entre les mains de gens qui pensent pour lui. Non seulement des contre-sens sont commis, mais des erreurs et des mensonges sont affirmés avec force et sans explication. Prenons le cas du voile. Nous assistons depuis quelques décennies à l’expansion du voile parmi les jeunes filles et les femmes. Le cas extrême étant le port de la burqa ou « nikab » qui n’ont rien à voir avec l’islam mais viennent de traditions de pays comme l’Afghanistan et le Pakistan qui couvraient ainsi leurs femmes bien avant leur islamisation. Le voile a été instauré par le Coran dans des circonstances précises. Mahmoud Hussein, pseudonymes de deux écrivains franco-égyptiens, ont écrit en 2009 un petit livre remarquable « Penser l’islam » (Ed. Grasset ; Paris) ; ils racontent comment le voile a été imposé aux femmes : « Cela se passait à Medine. Les femmes devaient sortir de la ville, à la tombée de la nuit, pour leurs besoins. Elles étaient alors souvent importunées par des voyous. Elles firent part de leur colère à leurs maris, qui en parlèrent à leur tour au Prophète. C’est à la suite de ces incidents que le verset coranique aurait été révélé à ce dernier. En revêtant un châle, les femmes musulmanes libres pouvaient se faire aisément reconnaître, et dès lors se faire respecter, même dans l’obscurité de la nuit. » (voir le verset 59 de la Sourate 33 ) On apprend par ailleurs que l’islam a de tout temps rejeté les signes ostentatoires ; la morale musulmane est dans la discrétion, la pudeur et même le silence. L’ostentation religieuse, comme par exemple l’affirmation de son identité musulmane par le port de vêtements voilant tout le corps, est assimilée par l’islam à de l’hypocrisie. On sait combien Dieu condamne les hypocrites et leurs semblables, c’est-à-dire ceux qui détournent son message pour une exploitation fanatique et idéologique. Nulle part dans le Coran il n’est permis de se tuer et de tuer des innocents. Le djihad n’a de sens que dans une guerre où il faut se défendre en se battant pour sauver sa peau et son pays. En outre le djihad a un autre sens, celui de l’effort pour mieux comprendre la pensée de Dieu et l’interpréter de manière intelligente. Une femme qui entre dans une mosquée, dans une synagogue ou une église se doit de porter une tenue vestimentaire décente. D’où le conseil de couvrir les cheveux considérés par certains comme un élément érotique. Mais de là à ce qu’une femme se voile de haut en bas au point de devenir une sorte de « fantôme noir » ne laissant voir aucun centimètre carré de son corps, il y a un abus et une mascarade qui sont en contradiction avec l’esprit et la noblesse de l’islam. Pour que cette image caricaturale de l’islam soit corrigée ou annulée, il faudra du temps et de la démocratie politique. Car sans liberté de penser, sans audace et rationalité, l’islam sera de plus en plus confondu avec ce qu’il n’est pas, avec ce qu’il n’a jamais été. Or que de crimes on a commis en son nom ! Mais au-delà de cette idéologie meurtrière –celle des Talibans et des gens d’Al Qaida--, il y a un réel problème politique dans la plupart des pays musulmans. Tant que la démocratie véritable ne régit pas la vie politique, les intégristes continueront de profiter de cette lacune pour faire triompher leurs thèses et entraîner dans leur sillage des jeunes qui n’ont plus confiance dans des dirigeants qui se font élire à plus de 90% de voix et souvent cèdent le pouvoir à leurs progénitures. Ainsi le problème est politique et pas religieux, même si les tenants de la laïcité –respect des religions mais séparation d’avec la sphère politique— ont du mal à faire entendre leur voix. Il faut affirmer, comme l’a fait Mahmoud Hussein, qu’ « on ne peut pénétrer le sens de la plupart des versets du Coran, sans les replacer dans le contexte historique où ils ont été révélés » et puis : « Comment prétendre, quatorze siècles plus tard, que tous les versets du Coran sont à suivre tels quels, au mot près ? » Depuis l’époque du Prophète, le monde a changé dans tous les domaines. L’islam dans son essence ne cesse d’encourager l’être à s’adapter au monde, à chercher partout le savoir et à rencontrer les autres peuples parce que leurs différences sont un atout et une richesse. On attend que d’autres orateurs prennent la parole pour sortir l’islam de cette image hideuse et fausse, celle qui lui fait du tort et le place en danger pour les autres peuples. Pour cela, il faudra réviser les manuels scolaires et instaurer la démocratie. Un programme quasi utopique. Tahar Ben Jelloun. |
*****************************************************
*
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire